موقع شاهد فور

قصة آية من القرآن.. الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك - بوابة الأهرام

May 31, 2024

‏ قال كعب ‏:‏ كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له ، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه بذلك، قال الله تعالى ‏:‏ ‏{‏وعلى الثلاثة الذين خلفوا‏}‏ وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه‏. ‏ متفق عليه‏. ‏ وفى رواية ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس، وكان يحب أن يخرج يوم الخميس‏"‏ وفى رواية‏:‏ ‏"‏وكان لا يقدم من سفر إلا نهاراً في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس فيه‏"‏ ‏. الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك. ‏

قصة الثلاثة الذين خلفوا

وبعد أن عاد النبي "صلي الله عليه وسلم" من الغزوة صلى بالمسجد ركعتين، ثم جلس للناس فجاءه المخلفون فبدأوا يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلاً فقبل منهم رسول الله علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله. ثم دخل "كعب بن مالك" فلما سلم عليه، تبسم تبسُم المغضب، ثم قال له: "تعال"... قال: فجئت أمشي حتى جلستُ بين يديه. فقال لي: "ما خَلّفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟" فقلت بلى والله إني لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أُعطيتُ جدلاً ولكني والله لقد علمتُ أن حدثتك اليوم حديث كذِب ترضى به علي، ليوشكنّ الله أن يُسخطك عليّ، ولئن حدثتك حديث صِدق تجد عليَّ فيه، وإنّي لأرجوا فيه عفو الله عنيّ، والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر منيّ حين تخلفت عنك. فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك"... قصة الثلاثة الذين خلفوا. فقمت. وصار رجال من بني سلمه، فاتبعوني يؤنبونني، فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجزت أن لا تكون اعتذرت إلي رسول الله بما اعتذر إليه المخلّفون، فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله "صلى الله عليه وسلم" لك.

من هم الثلاثة الذين خلفوا

‏ فمضيت حين ذكروهما لي‏. ‏ ونهى رسول صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، قال‏:‏ فاجتنبنا الناس - أو تغيروا لنا - حتى تنكرت لي في نفس الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة‏.

قال تعالي: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ) نزلت آيات سورة التوبة تظهر حقيقة المنافقين الذين تظاهروا بالإيمان والورع أمام الرسول والمؤمنين، وحقيقة الأمر كانوا يدبرون في الخفاء المؤامرات والمكائد للنبي "صلى الله عليه وسلم"، وكان هناك من أهل الصدق والإيمان من تخلف عن غزوة تبوك بغير عذر وهم: (كعب بن مالك، وهلال بن أُمية، ومرارة بن الربيع).

موقع شاهد فور, 2024

[email protected]