وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام في جوف الليل ليصلى استفتح صلاته قائلاً: (اللهم لك الحمد انت نور السموات والأرض، ولك الحمد انت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت. وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت وأسررت وأعلنت، انت إلهي، لا إله إلا أنت) متفق عليه. حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة دعاء الاستفتاح في الصلاة سنة بالإجماع، فقد أجمع عامة الفقهاء والعلماء بأن دعاء الاستفتاح ليس واجب ولكنه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال في بداية الصلاة بعد تكبيرة الإحرام الأولى، ومن لم يستفتح صلاته بأحد صيغ دعاء الاستفتاح سواء كان ناسياً أو قاصداً فصلاته صحيحة. يقرا دعاء الاستفتاح بعد تكبيره الاحرام صح ام خطا – عرباوي نت. أما عن حكم دعاء الاستفتاح في الصلاة بالنسبة للأمام أحمد فيري أنه واجب، ولكن يعتمد في مذهب الأمام أحمد على استحباب دعاء الاستفتاح، والدليل على ان دعاء الاستفتاح ليس واجب بل مستحب هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقوله في صلاته. ولكن الرسول لم يخبر به أحد من الصحابة إلا عندما سأله سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن سبب سكوته بين تكبيرة الأحرام وقراءة الفاتحة، فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يقول دعاء الاستفتاح.
سُئِلَتْ عائشةُ ما كان رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) يقولُ إذا قامَ مِنَ الليلِ وبما كان يَسْتَفْتِحُ، فقالَتْ: "كان يكبرُ عشرًا، ويحمدُ عشرًا، ويسبحُ عشرًا، ويهلِّلُ عشرًا، ويستغفِرُ عشرًا، ويقولُ: اللهمَّ اغفِرْ لي، واهدِني، وارْزُقْنِي عشرًا، ويقولُ: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من الضيقِ يومَ الحسابِ عشرًا". "اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ". عن ابن عمر (رضيَ الله عنه) بينما نحنُ نصلِّي مع رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) إذ قال رجلٌ في القومِ: "اللهُ أكبَرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ بُكرةً وأصيلًا، فقال رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم): مَن القائلُ كذا وكذا؟ قال رجلٌ مِن القومِ: أنا يا رسولَ الله، قال: عجِبْتُ لها، كلمةٌ فُتِحَتْ لها أبوابُ السَّماءِ، قال ابنُ عُمَرَ: فما تركتُهنَّ منذُ سمعتُ رسولَ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) يقولُ ذلك".
رابعًا الحنابلة: الرأي الخاص بجمهور الحنابلة في دعاء الاستفتاح هو: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك". كما أوضحت دار الإفتاء أن الرأي الأقرب إلى الصواب والذي يتم العمل به لدى الكثير من الأشخاص هو النص أو الصيغة التي تمت ذكرها فيما ورد لدى جمهور الشافعية.
واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير بين يديك، والشر ليس إليك، انا بك وإليك، تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك) رواه مسلم. ومن الصيغ الأخرى التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الاستفتاح قوله صلى الله عليه وسلم: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك). وكان رجل من الصحابة استفتح بهذا الدعاء: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عجبت لها! الافتاء توضح صيغة دعاء الاستفتاح في الصلاة وحكم تركها - الوطن الاكبر. فتحت لها أبواب السماء) روي عن مسلم.
• سبق أن العبادة الواردة على وجوه متنوعة تفعل هذه تارة وهذه تارة أخرى. • دعاء الاستفتاح يكون في الركعة الأولى فقط، وهذا من الفروق بين الركعة الأولى والثانية. قال ابن القيم: " وكان صلى الله عليه وسلم يصلي الثانية كالأولى إلا في أربعة أشياء: السكوت، والاستفتاح، وتكبيرة الإحرام، وتطويلها كالأولى، فإنه صلى الله عليه وسلم لا يستفتح ولا يسكت ولا يكبَّر فيها، ويقصرها عن الأولى ". • الصحيح أنه لا يُستفتح في صلاة الجنازة لأنها مبنية على التخفيف فلا ركوع فيها ولا سجود ولا تشهد وهو قول المذهب. • فائدة: إذا نسي الاستفتاح أو تركه عمداً حتى شرع في الاستعاذة لم يَعُد إليه، لأنه سنة فات محلها. [انظر كشاف القناع 1 /390]. مستلة من الفقه الواضح في المذهب والقول الراجح على متن زاد المستقنع (كتاب الصلاة)