[١٦] البر باليمين أمر لازم، كما برَّ أيوب -عليه السلام- بيمينه الذي قطعه في حالة مرضه حين شُفِيَ وذهب عنه البلاء، فيحرص المسلم على أن يبرَّ يمينه، وإلا لزمته الكفارة. [٧] الوصول لمرتبة عالية -دنيوية كانت أم دينية- يحتاج إلى صبر، فيحرص المسلم على الصبر في كل ما يتعرض له في حياته العملية، لكي يصل إلى ما يرم إليه. [١٧] العبودية لله تعالى مقام عال مرتفع، كما وصف بذلك أيوب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- في حادثة ا لإسراء والمعراج، فيسعى لمنزلة العبودية، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه. [١٧] الأدب مع الله تعالى في الدعاء واجب، سواء عظم الابتلاء أم صغر، كأيوب عليه السلام، حين نسب الضر إلى الشيطان، فيجب اتخاذ أنبياء الله تعالى قدوة في هذا الأمر وفي كل أمر. [١٧] الإدراك بأنه على المسلم أن يؤدي حق الله تعالى من حمد وشكر في ما رزقه تعالى من نعيم الدنيا، من مال وعلم وصحة وحكمة، كل نعمة وما يناسبها من حق الشكر الذي يرضي الله تعالى. نبي الله ايوب قصص الانبياء. [١٦] التسبيح وذكر الله تعالى من الأمور التي تعين المسلم على المرور بالمحن والابتلاءات، فيعوِّد لسانه على الذكر والتسبيح في حالة الرخاء، حتى لا يستصعب ذلك في حالة الشدة والحاجة.
وقد كان سيدنا أيوب طيلة هذه الفترة يكثر من الدعاء لله تعالى والتضرع إليه فقد كان يدعو كما جاء في سورة الأنبياء: وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. ويدعو أيضًا بقوله الوارد في سورة ص "وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ". ثمرة صبر سيدنا أيوب عليه السلام واستجابة الله تعالى له: وبعد أن اشتد البلاء على سيدنا أيوب عليه السلام، وبالمقابل كثر دعاء سيدنا أيوب وتضرعه لله تعالى ومناجاته، جاء الرد من الله تعالى بالوحي لسيدنا أيوب بأن يضرب برجله الأرض في مكانه، فخرج في هذا المكان نبع ماء، فأوحى له الله تعالى بأن يقوم بالاغتسال بمياه هذا النبع.
أنه عليه السلام، خُيِّر ما بين إحضار أولاده بذواتهم، أو تركهم في الجنة، على أن يؤتى له بأمثالهم، فاختار أن يبقوا في الجنة، وان يؤتى بمثلهم في الحياة الدنيا. أنَّ الله أعطاه أجر فقد أولاده في الحياة الآخرة، ورزقه الله تعالى بأمثالهم في الحياة الدنيا. ومع اختلاف الآراء، كان الاتفاق على أنه كوفئ بالمضاعفة من نعم الله تعالى المادية والمعنوية، على ما قدَّمه من صبر واحتساب في المدة التي ابتلاه الله بها، وأمَّا زوجته فقد أعيدت إلى مرحلة الشباب. معجزة أيوب عليه السلام - يعني. [١٥] العبر المستفادة من قصة أيوب عليه السلام البلاء والامتحان يكونان في جانب العطاء والمنع، ليبتلى المسلم أيشكر في ما أنعم الله تعالى عليه أم يكفر، ويصبر في المحن أم يجزع، فيحرص على أن يؤدي ما عليه في الدنيا كما يرضي الله تعالى بالشكر أو بالصبر. [١٦] ابتلاء الأنبياء أشد من ابتلاء غيرهم من البشر، فمنهم من ابتلي بزوجات غير صالحات، ومنهم من رزقه الله زوجة صالحة، فلا يجزع المسلم إذا امتحنه الله تعالى بزوجة غير صالحة. [١٦] الإدراك بأنه مهما عظمت المحنة والبلاء فلا بدَّ في النهاية أن يأتي فرج من الله تعالى، فيحسن المسلم الصبر والاحتساب، ليلاقي الأجر في الحياة الدنيا والآخرة على الصبر والاحتساب.
– تفسير السعدي: فسر قول الله تعالى " إنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا "، أن الذين اتقوا الله وتمسكوا بطاعته سبحانه وتعالى فإن لهم سينجون من جهنم وبأس المصي، وأن لهم الجنة بكل ما فيها من نعيم. فسر قوله تعالى "حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا " ، حيث أن الجنة هي المفاز للفائزين والحدائق هي جمع حديقة وتعنى البساتين التي تضم عدة أصناف من الأشجار الزاهية وتحتوي على الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وقد ضرب الله تعالى مثلا على الفاكهة الموجودة في هذه الحدائق وقد خص الأعناب لكثرتها في هذه الحدائق. وقد فسر قوله تعالى "وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا"، حيث أكمل الفوز الذي ينتظرهم أن لهم في الجنة زوجات على مطالب النفوس، حيث أن الكَوَاعِبَ هي النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن، أما الأتراب فهن اللاتي على سن واحد ومتقاربات في السن، والأتراب في الغالب يكن متآلفات متعاشرات، ويكون سنهن في الثلاثينات وفي أزهى مراحل الانوثة وأعدل سن الشباب.
وقوله: ( عربا) قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس: يعني متحببات إلى أزواجهن ، ألم تر إلى الناقة الضبعة ، هي كذلك. وقال الضحاك ، عن ابن عباس: العرب: العواشق لأزواجهن ، وأزواجهن لهن عاشقون. وكذا قال عبد الله بن سرجس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو العالية ، ويحيى بن أبي كثير ، وعطية ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم. وقال ثور بن زيد ، عن عكرمة قال: سئل ابن عباس عن قوله: ( عربا) قال: هي الملقة لزوجها. وقال شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة: هي الغنجة. وقال الأجلح بن عبد الله ، عن عكرمة: هي الشكلة. وقال صالح بن حيان ، عن عبد الله بن بريدة في قوله: ( عربا) قال: الشكلة بلغة أهل مكة ، والغنجة بلغة أهل المدينة. وقال تميم بن حذلم: هي حسن التبعل. وقال زيد بن أسلم ، وابنه عبد الرحمن: العرب: حسنات الكلام. وقال ابن أبي حاتم: ذكر عن سهل بن عثمان العسكري: حدثنا أبو علي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( عربا) قال: " كلامهن عربي ". وقوله: ( أترابا) قال الضحاك ، عن ابن عباس يعني: في سن واحدة ، ثلاث وثلاثين سنة. وقال مجاهد: الأتراب: المستويات. تفسير قوله تعالى وكواعب أترابًا ـ من محاضرات التفسير ـ المستوى الثاني - YouTube. وفي رواية عنه: الأمثال. وقال عطية: الأقران.
السلام عليكم ورحمة الله: إنَّ معنى قولِه تعالى (وكواعبَ أترابا) هوَ ما ذهبَت إليهِ طائفةٌ مِن أهلِ العلمِ والتّفسيرِ, وسنقتصرُ في بيانِ هذهِ الآيةِ على ثلاثةِ مصادرَ: أحدُها: ما وردَ في تفسيرِ مجمعِ البيانِ للشّيخِ الطّبرسيّ, إذ بيّنَ المُرادَ منَ الآيةِ مِن حيثُ اللّغةُ, ومِن حيثُ المعنى المُرادِ منَ الآيةِ وفقَ ما عليه جمهورُ المُفسّرينَ, فمِن حيثُ اللّغةُ: قالَ: والكواعبُ: جمعُ الكاعبِ، وهيَ الجاريةُ التي نهدَ ثدياها. والأترابُ: جمعُ التّربِ. وهيَ اللّدّةُ التي تنشأ مع لدّتِها على سنِّ الصّبيّ الذي يلعبُ بالتّرابِ. كواعب اترابا شرح رياضيات. وأمّا مِن حيثُ المعنى المُرادِ منَ الآيةِ, فقالَ الطّبرسيُّ: (وكواعبَ أترابا) أي جواري تكعّبَ ثديُهنَّ مستوياتٍ في السّنِّ ، عَن قتادةَ، ومعناهُ: إستواءُ الخلقةِ والقامةِ والصّورةِ والسّنِّ، حتّى يكُنَّ مُتشاكلاتٍ، وقيلَ: أتراباً على مقدارِ أزواجهنَّ في الحُسنِ والصّورةِ والسّنِّ ، عَن أبي عليٍّ الجبائيّ. وثانيها: ما وردَ في تفسيرِ كنزِ الدّقائقِ وبحرِ الغرائبِ للشّيخِ الميرزا محمّدٍ المشهديّ (ج 14/ص115), إذ نقلَ عَن تفسيرِ عليٍّ بنِ إبراهيم: قولَه: « وكَواعِبَ أتراباً » قالَ: جوارٍ وأترابٌ لأهلِ الجنّةِ.
وقد روى هذا الحديث الإمام عبد الرحيم بن إبراهيم الملقب بدحيم ، عن ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع ، عن ابن لأنس ، عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الحور العين يغنين في الجنة: نحن الجوار الحسان ، خلقنا لأزواج كرام ".
قلت: أخبرني عن قوله: ( فيهن خيرات حسان) [ الرحمن: 70]. قال: " خيرات الأخلاق ، حسان الوجوه ". قلت: أخبرني عن قوله: ( كأنهن بيض مكنون) [ الصافات: 49] ، قال: " رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر ، وهو: الغرقئ ". قلت: يا رسول الله ، أخبرني عن قوله: ( عربا أترابا). قال: " هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمصا شمطا ، خلقهن الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات ، أترابا على ميلاد واحد ". قلت: يا رسول الله ، نساء الدنيا أفضل أم الحور العين ؟ قال: " بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين ، كفضل الظهارة على البطانة ". قلت: يا رسول الله ، وبم ذاك ؟ قال: " بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ، ألبس الله وجوههن النور ، وأجسادهن الحرير ، بيض الألوان ، خضر الثياب ، صفر الحلي ، مجامرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن: نحن الخالدات فلا نموت أبدا ، ونحن الناعمات فلا نبأس أبدا ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبدا ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا ، طوبى لمن كنا له وكان لنا ". كواعب اترابا شرح كتاب. قلت: يا رسول الله ، المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها ، من يكون زوجها ؟قال: " يا أم سلمة ، إنها تخير فتختار أحسنهم خلقا ، فتقول: يا رب ، إن هذا كان أحسن خلقا معي فزوجنيه ، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة ".
وقال السدي: ( أترابا) أي: في الأخلاق ، المتواخيات بينهن ، ليس بينهن تباغض ولا تحاسد ، يعني: لا كما كن ضرائر [ في الدنيا] ضرائر متعاديات. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو أسامة ، عن عبد الله بن الكهف ، عن الحسن ومحمد: ( عربا أترابا) قالا: المستويات الأسنان ، يأتلفن جميعا ، ويلعبن جميعا. وقد روى أبو عيسى الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن أبي معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن في الجنة لمجتمعا للحور العين ، يرفعن أصواتا لم تسمع الخلائق بمثلها ، يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد ، ونحن الناعمات فلا نبأس ، ونحن الراضيات فلا نسخط ، طوبى لمن كان لنا وكنا له ". ثم قال: هذا حديث غريب. كواعب اترابا شرح انجليزي. وقال الحافظ أبو يعلى: حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا ابن أبي ذئب ، عن فلان بن عبد الله بن رافع ، عن بعض ولد أنس بن مالك ، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الحور العين ليغنين في الجنة ، يقلن نحن خيرات حسان ، خبئنا لأزواج كرام ". قلت: إسماعيل بن عمر هذا هو أبو المنذر الواسطي أحد الثقات الأثبات.