وهنا أيضاً قال الله : فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [الحجر:94] أي: عليك أن تبلغ، وأن تبين للناس هذا الحق الذي جاءك الله به، وأوحاه إليك، سواء قبلوا ذلك منك، أو لم يقبلوه، فإنه ليس من شأنك هداية القلوب، والمقصود أن قوله: فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ أي: فاصدع بالحق لكل الناس، ولم يقل: فاصدع لمن ترجو عنده القبول، وإنما أطلقه، والأصل بقاء المطلق على إطلاقه، ولا يجوز تقييده إلا بدليل يجب الرجوع إليه. ثم ذكر المؤلف -رحمه الله- بعد ذلك جملة من الأحاديث، منها: حديث أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان [1]. من رأى منكم منكرا ، "مَن" هنا شرطية، وهي للعموم، فكل من رأى ذلك أو علم؛ لأن العلم يقوم مقام الرؤية، بل يمكن أن تفسر الرؤية هنا برؤية القلب، أي: من علم، والمشترك يصح حمله على معنييه أو معانيه إن لم يقم مانع يمنع من ذلك، من رأى منكم منكراً أي: شاهده، أو بما يقوم بالمشاهدة، إذا أُخبر بذلك وأعلم بوقوعه أو بمكانه أو نحو ذلك.
وفيه أيضًا كمال الشريعة وسماحتها حيث لم تكلف المسلم بما لا يستطيع، وفي الحديث أيضًا أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، كما قرر ذلك أهل السنة والجماعة، فالقول من أين نأخذه، من قوله: بلسانه، والعمل من قوله: بيده، والاعتقاد عمل القلب من قوله ماذا؟ فبقلبه، وفي الحديث أيضًا أن الإيمان يزيد وينقص بحسب حال الشخص. وهنا مسائل أذكرها باختصار: المسألة الأولى: لا يجوز إنكار الشيء أو الأمر إلا بأمرين: الأمر الأول: أن يتحقق المغير أن ذلك الأمر منكر. والأمر الثاني: أن يكون ذلك الأمر منكرًا في حق الفاعل.
وإذا ضيعت الأمة هذا الواجب بالكلية ، وأهملت العمل به ، عمت المنكرات في المجتمعات ، وشاع الفساد فيها ، وعندها تكون الأمة مهددة بنزول العقوبة الإلهية عليها ، واستحقاق الغضب والمقت من الله تعالى. والمتأمل في أحوال الأمم الغابرة ، يجد أن بقاءها كان مرهونا بأداء هذه الأمانة ، وقد جاء في القرآن الكريم ذكر شيء من أخبار تلك الأمم ، ومن أبرزها أمة بني إسرائيل التي قال الله فيها: { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} ( المائدة: 78 - 79). وتكمن خطورة التفريط في هذا الواجب ، أن يألف الناس المنكر ، ويزول في قلوبهم بغضه ، ثم ينتشر ويسري فيهم ، وتغرق سفينة المجتمع ، وينهدم صرحها ، وفي ذلك يضرب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا رائعا يوضح هذه الحقيقة ، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها ، كمثل قوم استهموا على سفينة ، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها ، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم ، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا ، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا ، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا)رواه البخاري.
error: غير مسموح بنقل المحتوي الخاص بنا لعدم التبليغ
اسم تسنيم من الأسماء المذكورة في القرآن ، في سورة المطففين ، قال تعالى "وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) اسم فردوس فردوس اسم يطلق على أعلى الجنان ، فجنة الفردوس هي من أعلى المراتب في الجنة. أصل كلمة الفردوس معناها البستان. وتعد جنة الفردوس هي نُزل المؤمنين الموحدين. اسم فردودس من الأسماء المذكورة في القرآن الكريم ، حيث جاءت في سورة الكهف ، قال تعالى " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) اسم حور حور هي جمع حوراء وتعني البيضاء. معنى اسم حور هو الفتاة البيضاء ، وفي عيونها سواد شديد. والمعنى الأشمل اسم حور الفتاة التي في عينيها مساحة كبيرة من البياض يتوسطها عدسة شديدة السواد. وتعني كلمة حور أيضًا البياض والنعومة ، وهي من صفات الجمال. اشخاص طيور الجنة الجديد. واسم حور من الأسماء الواردة في القرآن الكريم ، في سورة الرحمن ، قال تعالى " حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ" ، في إشارة إلى حور العين وهم أجمل خلق الله. اسم سندس اسم علم مؤنث فارسي ، وهو نوع من الثياب الخضر المصنوعة من القز التي يرتديها أهل الجنة. وهذا النوع من الثياب هو ناعم الملمس وفاخر المنظر ، ووعد الله به عباده الصالحين.