أيها المؤمنون إن من صفات هذا الكتاب العظيم ( مما وصف الله به - تعالى -كتابه المجيد) أنه نور كما قال - تعالى -: ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنٌّورِ الَّذِي أَنزَلنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعمَلُونَ خَبِيرٌ) ( 6) وقال: ( قَد جَاءَكُم مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ( 15) يَهدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخرِجُهُم مِنَ الظٌّلُمَاتِ إِلَى النٌّورِ بِإِذنِهِ وَيَهدِيهِم إِلَى صِرَاطٍ, مُستَقِيمٍ, ) ( 7). فالقرآن نور تشرق به قلوب المؤمنين ويضيء السبيل للسالكين المتقين، فبالقرآن يخرج الله الذين آمنوا من الظلمات والتعاسات إلى النور و السعادات. عباد الله إن هذا الكتاب فرقان يميز الله به الخبيث من الطيب ( ومن أوصافه فرقان) قال الله - تعالى -: ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرقَانَ عَلَى عَبدِهِ لِيَكُونَ لِلعَالَمِينَ نَذِيراً) ( 8) فالقرآن فرقان يفرق بين الحق والباطل وبين الهدى والضلال وبين الغي والرشاد وبين العمى والإبصار وهو فرقان فرق الله فيه وبه بين المؤمنين الأبرار وبين الكافرين الفجار، ميَّز به وفيه بين المصلحين والمفسدين والمفلحين عن الخاسرين وبين فيه وبه المهتدين من الضالين.
قال تعالى: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]. وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ هَذَا الْقرآن أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [يونس: 37]. يمكنكم تحميل سلسلة كتب الإيمان كتاب: الإيمان بالقرآن الكريم من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
أمة القرآن إن كتاباً هذه صفته حري بأن يتعرف عليه الألباء ويتأمله ويتدبره الحكماء والعلماء وأن يستمسك به كل راغب في النجاة وخير ما يعين على ذلك ما ذكره الله - سبحانه - له من الأوصاف والأسماء التي تعرف بمهمته ودوره ورسالته فإليك بارك الله فيك بعض هذه الأوصاف والأسماء. فمن تلك الأوصاف أن هذا الكتاب ( مما ذكره الله - تعالى- في وصف كتابه) روح قال - تعالى -: ( وَكَذَلِكَ أَوحَينَا إِلَيكَ رُوحاً مِن أَمرِنَا مَا كُنتَ تَدرِي مَا الكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ) ( 2) فهو روح يحيي به الله من يشاء من عباده ( الأفراد والأمم والجماعات) فكم ميت لا روح فيه ولا حياة أحياه الله - تعالى -بروح الكتاب قال - تعالى -: ( أَوَمَن كَانَ مَيتاً فَأَحيَينَاهُ وَجَعَلنَا لَهُ نُوراً يَمشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي الظٌّلُمَاتِ لَيسَ بِخَارِجٍ, مِنهَا) ( 3). أيها المؤمنون إن الحياة بروح هذا الكتاب هي أسعد وأكمل وألذ أصناف الحياة قال - تعالى -: ( مَن عَمِلَ صَالِحاً مِن ذَكَرٍ, أَو أُنثَى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ) ( 4) فالحياة بغير هذه الروح مهما توفرت فيها أسباب المتع والراحة الأرضية المادية إن لم تدب فيها روح القرآن وحياة الفرقان فهي أتعس وأنكد وأضيق حياة قال الله - تعالى -: ( وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيَامَةِ أَعمَى) ( 5).
عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه". وقال اللّه تعالى في صفة القرآن الكريم: "اللّه نزَّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر اللّه ذلك هدى اللّه يهدي به من يشاء ومن يضلل اللّه فما له من هاد" (الزمر: 23). وتوعد اللّه سبحانه الذين يصدفون عن القرآن ويتركون آياته وراء ظهورهم بسوء العذاب. يقول تعالى: "فمن أظلم ممن كذب بآيات اللّه وصدف عنها سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون" (الأنعام: 157). تأثير القرآن وقد وصف اللّه تعالى شدة تأثير القرآن فقال سبحانه: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله" (الحشر: 21). ومن شدة تأثيره في المسلمين الأوائل، كانوا يتلونه بشوق وإيمان، فكان لهم حنين وأنين، وعاشوا به سعداء كرماء. وقد وصف أحد الكتاب الأفاضل شدة تأثير القرآن فيهم فقال فيهم: "لقد صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه، وأخلصوا دينهم للّه، وخلصت نياتهم، وحسنت أعمالهم، واستقروا على نهج الاستقامة، وباعوا أنفسهم للّه، حتى استطالوا الحياة، واستبطأوا الشهادة، أملاً بما عند اللّه من خير للأبرار". صفات القران الكريم. وكان أحدهم يسمع القرآن فيسرع إلى اللّه في الشهادة، وهو يقول: وعجلت إليك ربي لترضى.
اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة, اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنْياي, وأهلي, ومالي, اللهم استر عوراتي وآمِنْ روْعاتي, اللهم احفظني من بين يديَّ, ومِنْ خَلْفي, وعن يميني، وعن شمالي, ومن فوقي, وأعوذ بعظمتك أن أُغْتال من تحتي.
وَفِي مُسْلِمٍ عَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً, وَرَفَعَتْ إلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلْهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا فَذَكَرْت الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ( إنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ). وَفِيهِ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ.. وَضَمَّ أَصَابِعَهُ). وأما كون المحسن إلى زوجته وأولاده في النفقة من خير الناس فقد جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( خيركم خيركم لأهله) وقوله: ( خياركم خياركم لنسائهم). طبت نفسا يا عمر إعراب نفسا - إسألنا. فأبشر أيها المنفق واهنأ واسعد وآمل خيرا من ربك سبحانه فإنه سبحانه يخلف على المنفقين { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}. ونحذر المقترين القادرين البخلاء مما حذرهم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: ( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ)(أخرجه ابن حبان)، وقوله: ( كفى بالمرء إثما أن يحبس، عمن يملك قوته)(رواه مسلم).
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين - البقرة ٢٨٦ - القارئة الأمريكية المسلمة جينيفر جراوت - Jennifer Grout
هل نزول المطر من علامات ليلة القدر يُعرف عن ليلة القدر أنها أهم ليلة في شهر رمضان المُبارك، بل إنها من أهم ليالي العام بأكمله، فتلك الليلة أعظم وأفضل من ألف شهر أي أن أقل وأبسط الأعمال والعبادات في هذه الليلة تكون أفضل من العبادات والأعمال في الشهور الأخرى، كما أن أجر وثواب العبادة الواحدة في هذه الليلة يكون أضعاف أجر وثواب تلك العبادة في الأيام العادية. لذلك يسعى الكثير لاغتنام هذه الليلة بكافة الأشكال من أجل الحصول على الأجر والثواب والحسنات التي بإمكانها أن تُذهب الذنوب بأكملها، وبالتالي يتم البحث عن العلامات التي يُمكن من خلالها معرفة هذه اللية وإدراكها. معنى آية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها. ويتم التساؤل " هل نزول المطر من علامات ليلة القدر ؟ ". ونجيب بأن نزول أو هطول المطر لا يُعد من علامات ليلة القدر، فعلى الرغم من أن المطر رحمة ورزق من الله تعالى، إلا أنه لا يعتبر من ضمن علامات ليلة القدر. فنزول المطر غير مرتبط بأيام وليالي محددة بل إنه مرتبط بعدة عوامل مختلفة كالطقس والمناخ وموقع كل بلد أو دولة على سبيل المثال، لذلك هو ليس من علامات ليلة القدر. وقد تم ذكر جميع العلامات الخاصة بهذه الليلة في السنة النبوية، لذلك يُعرف أن لتلك الليلة عدداً من العلامات المحددة التي يُمكن من خلالها أن يستدل المرء على ليلة القدر.
معنى آية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها آية لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها تحتوي على العديد من المعاني الإيمانية والتدبرات نذكرها فيما يلي عند مختلف المفسرين: تفسير الآية في المختصر في التفسير لا يكلف الله أحد إلا بما يطيق من العمل لأن دين الإسلام هو دين يسر بلا مشقة، فمن عمل عملًا صالحًا فله أجره لا يبخس منه شيئًا ما دام خالصًا لوجه الله تعالى متبعًا لسنة رسوله الكريم، ومن عمل عملًا غير صالح فعليه الإثم بما عمل لا يحمل عنه هذا الذنب أحد. وقال النبي والمؤمنون: ربنا لا تعاقبنا إذا نسينا أو أخطأنا في عمل أو قول دون القصد منا، ولا تكلفنا ما يتعبنا ولا نطيق تنفيذه كما كلفت الأمم قبلنا مثل اليهود. ولا تحملنا يا الله ما لا نطيقه من الأوامر والنواهي، واعف عنه أي تجاوز عن سيئاتنا واغفر ذنوبنا وارحمنا، أنت ناصرنا فانصرنا على القوم الكافرين. شاهدي أيضاً: سورة التحريم مكية أم مدنية تفسير الآية في المختصر الميسر دين الإسلام دين يسر لا مشقة فيه، كما أن الله تعالى لا يكلف عباده بما لا يطيقون، فمن فعل الأفعال الصالحة فسينال الخير، ومن فعل شرًا فسوف يناله. ربنا لا تعاقبنا إذا نسينا شيئًا مما افترضته علينا أو أخطأنا في فعل شيء نهيتنا عنه.